أشارت دراسة حديثة إلى أن الحجامة ( cupping therapy ) استخدمها الفراعنة ووجدت رسوم تدل على ذلك في مقبرة الملك توت عنخ آمون، وأيضا الإغريق القدماء و الصينيون والبابليون دلت أثارهم و صورهم المنحوتة على استخدام الحجامة في علاج بعض الأمراض، حيث كانوا يستخدمون الكؤوس المعدنية و قرون الثيران وأشجار البامبو عبر افراغها من الهواء بعد وضعها على الجلد عن طريق مص الهواء، وبعد ذلك استخدمت الكؤوس الزجاجية حيث كانوا يفرغون منها الهواء عن طريق حرق قطعة من القطن أو الصوف أو الورق داخل الكأس.
و كان الصينيون يستخدمون الحجامة في بعض أنواع العلاجات حيث يتم تقسيم الجسم إلى خطوط ونقاط طاقة توضع عليها كؤوس الهواء لشفط الدم الفاسد، وبالتالي تنشيط المنطقة المتصلة بالعضو المصاب.
كما انتشر استخدام الحجامة في عهد ابو قراط و في فرنسا إلا أنها ازدهرت في العصر الإسلامي وحدد أصولها، حيث وردت في أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام حينما قال : (إن كان في شيء مما تداوون به خير ففي الحجامة) و قال : ( ما مررت بملأ من الملائكة ليلة أسرى بي إلا قال : عليك يا محمد بالحجامة ).
أولا : تعريف الحجامة
هي امتصاص الدم بأداة معينة ( المحجم ) بعد تشريط الجلد، و يمكن أن تكون جافة بدون دم.
ثانيا : أنواع الحجامة
1- الرطبة : عمل خدوش بسيطة و استخراج الدم عن طريقها.
2- الجافة : ما تسمى بكؤوس الهواء و لا يكون فيها إخراج الدم.
3- المتزحلقة : التدليك باستخدام قارورة الحجامة مع زيت ( الزيتون أو النعناع …)
ثالثا : التحليل العلمي لفائدة الحجامة
1- تكاثر الدم الفاسد في جسم الإنسان على إثر توقف النمو بعد السنة الثانية والعشرون من العمر، يجعله يتراكد في أكثر المناطق ثباتا وهي منطقة الظهر، ومع تقدم العمر تسبب هذه التراكمات عرقلة عامة لسريان الدم في عموم الجسم مما يؤدي إلى ما يشبه الشلل في عمل كريات الدم الفتية، و بالتالي يصبح الجسم عرضة لمختلف الأمراض. أما إذا احتجم الإنسان زال الضغط عن الجسم ليندفع الدم النقي فيغذي الخلايا والأعضاء و يخلصها من الفضلات و الرواسب الضارة .
2- كل عضو في جسم الإنسان له أعصاب تغذية وأعصاب لردود الأفعال، و المرض يؤثر على مواضع النهايات (reflex) على هذه الأخيرة، إلا أن الحجامة تعمل بشكل فعلي العصبية لهذه الأعصاب مباشرة.
فمثلا المعدة لها نقطتين من النهايات العصبية لرد الفعل في الظهر، فعندما تمرض المعدة تجرى الحجامة على هذين النقطتين، و البنكرياس له نقطتين، و كذلك القولون له ستة نقط، وهكذا.
إذا لكل مرض نقطة معينة في الجسم هي نقطة نهاية العصبية للعصب الخاص برد الفعل.
3- الحجامة تعمل على نفس خطوط الطاقة التي تستخدمها الإبر الصينية، لكن الحجامة أقوى و ربما يرجع ذلك إلى أن الإبر تعمل على نقط صغيرة عكس الحجامة فتعمل على دائرة قطرها خمسة سنتيمترات تقريبا.
وصدق رسول الله عليه الصلاة والسلام حين قال : ( خير ما تداويتم به الحجامة )
4- مواضع الحجامة على الجسم للحجامة: 89 موضعا، 55 منها على الظهر و 33 منها على الوجه و البطن، و وهذه هي مواضيع النهايات العصبية لأعصاب ردود الفعل كما ذكرنا.
لكن أهم المواضع هو الكاهل : المشترك في كل الأمراض والذي يبدؤون به دائما ، وهو الفقرة السابعة من الفقرات العنقية أي في مستوى الكتف و أسفل الرقبة.
خامسا: الأمراض التي تعالجها الحجامة
الشقيقة ، تنشيط الدورة الدموية ، الروماتيزم ، عرق النسا ، أملاح القدم ، آلام الظهر ، النقرس ،الشلل النصفي ، خشونة الركبة ، آلام البطن ، الكحة المزمنة وأمراض الرئة ، ارتفاع ضغط الدم ،تنميل الأرجل ، تنميل الأذرع ، الشد العضلي ، السكر ، حساسية الطعام ، كثرة النوم ،التبول اللاإرادي ، الإسهال ، الإمساك المزمن ، أمرض المعدة والقرحة ، القولون العصبي ، التهاب فم المعدة ، دوالي الساقين ، دوالي الخصية، داء الفيل ، الأمراض الجلدية ، العقم ، السمنة ، النحافة ، الصداع ، الصداع النصفي
سادسا : فوائد الحجامة
تسليك الشرايين والأوردة الدقيقة والكبيرة وتنشيط الدورة الدموية، فحوالي (70 %) من الأمراض سببها عدم وصول الدم الكافي بانتظام للعضو.
تسليك العقد الليمفاوية والأوردة الليمفاوية “الأوعية الليمفاوية” وخاصة في القدم وهي منتشرة في كل أجزاء الجسم أولا بأول من الأخلاط ورواسب الدواء.
تنشيط وإثارة أماكن ردود الفعل في بالجسم (reflex zone) للأجهزة الداخلية للجسم فيزيد انتباه المخ للعضو المصاب ويعطي أوامره المناسبة لأجهزة الجسم لاتخاذ اللازم. تسليك مسارات الطاقة التي تقوم بأذن الله علي زيادة حيوية الجسم وتلك التي اكتشفها الصينيين منذ أكثر من 5000 عام.
امتصاص الأخلاط والسموم وأثار الأدوية من الجسم والتي تتواجد في على شكل تجمعات دموية بين الجلد والعضلات والتي تسمي منطقة الفاشية، وأماكن أخرى بالجسم “مثل مرض النقرس”، وفيه يتم أخراج بللورات حمض البوليك من بين المفاصل مع تجمع دموي بسيط عن طريق التشريط الخفيف علي الجلد.
عمل تجمعات دموية في بعض الأماكن التي تحتاج إلي زيادة الدم، أو بها قصور في الدورة الدموية “تنشيط الدورة الدموية موضعياً.
تقوية المناعة العامة في الجسم، وذلك بإثارة غدد المناعة.
تنظيم الهرمونات.
العمل على موائمة الناحية النفسية بعمل حجامة تقوم بتنظيم جهاز السمبثاوي والباراسمبثاوي المسئولين عن الغضب والانفعالات.
تنشيط أجهزة المخ.
تنشيط الغدد وخاصة النخامية.
رفع الضغط على الأعصاب والذي يأتي أحيانا بسبب احتقان وتضخم الأوعية.
إزالة بعض التجمعات والأخلاط وأسباب الألم والغير معروف مصدرها.